الموضوع الاول
قميص نهضة بركان دخل التاريخ، وبات على المؤرخين من الآن أن يميزوا بين مرحلتين في الجزائر، جزائر ماقبل قميص نهضة بركان وجزائر مابعد قميص نهضة بركان، فالثابت أن قميص نهضة بركان وضع العسكر الجزائري على سكة بداية تخريب الرياضة في الجزائر، بعد تخريب البشر و الإقتصاد والمجتمع وعزلة الدبلوماسية، الوقوف ضد قميص نهضة بركان واستعمال خطاب السيادة الجزائرية كشف عن شيئين اثنين : أولا، أن العديد من الجزائريين في الطوابير لايعرفون ملف الصحراء المغربية، ولايستوعبون حتى الخطاب المغلوط الذي يمدهم به إعلام العسكر يوميا ، وأن الكثير منهم يعتقد أن الأمر يتعلق بالصحراء الشرقية المحتلة ( تندوف وبشار ..)،ثانيا، أن قميص نهضة بركان كشف أمام ساكنة مخيمات تندوف ماذا يريد بهم عسكر الجزائر، كشف انه احتجزهم نصف قرن من الزمن، واستعملهم كورقة للوصول إلى المحيط الأطلسي، وأن الأيام القادمة ستكون أمامهم سوداء لأن قميص نهضة بركان كشف أيضا أن العسكر بات يعرف جيدا أن ملف الصحراء المغربية انتهى وحُسم إلى الأبد، لذلك نقول أن جزائر مابعد قميص نهضة بركان ليست هي ماقبله ،وسيكون قميص نهضة بركان سببا في تحرر الجزائريين من العسكر وسببا في الهروب الجماعي من المخيمات، لهذا قلنا منذ اليوم الأول أن ثلاث أقمصة دخلوا التاريخ : قميص يوسف، قميص عثمان، قميص نهضة بركان.
الموضوع الثاني
الخطأ الرياضي الجسيم الذي ارتكبه النظام الجزائري في حق الكرة الإفريقية عن طريق التمسك بمبررات شوفينية شمولية وبخطاب قريب لقاموس الحرب مرتبط بمفهوم السيادة والأمن يضعف الموقف الجزائري في التنافس مستقبلا بشكل كبير جدا، ويؤكد أن هذه الدولة لا تمتلك المرونة السياسية والكياسة الدبلوماسية المطلوبة لتنظيم أحداث كروية قادرة على تحقيق إشعاع حضاري وثقافي وسياحي في دولة لا تمتلك من مقومات الدولة إلا جيش غير احترافي يقوده جنرال مجنون بطموحات بومدينية توسعية وبعقلية استعمارية تطمح بشكل غير مشروع إلى تحقيق أحلام بومدينية تجاوزها التاريخ في منطقة شمال إفريقيا على حساب استقرار دول الجوار.
النظام العسكرتاري الجزائري يشتغل بمقاربة كلاسيكية لربط الانتصارات الرياضية وبشكل خاص انتصارات كرة القدم لشعبيتها الجارفة بكرامة المواطن الجزائري ومشاركة منتخب الجزائر بمفهوم السيادة؛
هذا الاستغلال السياسي البئيس لكرة القدم لطالما التجأ إليه النظام العسكرتاري الجزائري من أجل تغطية هزائمه الداخلية والخارجية، وبفعله سيتم تخريب الرياضة الجزائرية.